تنزيل ملف PDF | العلاقات العباسية البيزنطية 132- 247هج / 750-861م - موفق سالم نوري
الطبعة الأولى 1990.
عدد الصفحات : (400)
نبذة عن الكتاب/
حظيت العلاقات بين الأمم والشعوب بمكانة خاصة في الدراسات التاريخية ، لما لهذه العلاقات من أثر مهم وفعال في حركة التاريخ ورسم مساراته باتجاه تراكم خبرات الشعوب وتجاربها بما يسهم في تطور الانسانية وتقدمها . وما يظهره من ميادين متجددة للفعل الانساني الخلاق . لذا احتلت العلاقة بين العرب المسلمين والبيزنطيين ، مساحة واسعة في البحث التاريخي لدى المعنيين عرباً ومستشرقين هدفها الكشف عن أبعاد هذه العلاقة ودوافعها ونتائجها.
ويأتي عملنا هذا إسهاماً متواضعا واستكمالا للاعمال السابقة ، أوجبه. ما يكشف باستمرار من أصول تاريخية ، تضيف الجديد من المادة التاريخية. وأوجبه أيضا ضرورة اعادة كتابة تاريخ أمتنا المجيدة ، وفق مفاهيم أكثر عدالة. وانصافه، وأكثر ايجابية في التعامل مع مفردات تاريخ هذه الامة العظيمة .. وكذا العمل دوما على تعميق مناهج البحث التاريخي ، بما يكشف عن المكنات الهائلة في النصوص التاريخية، التي تأصل البحث التاريخي وتوسع من ميادينه. وعبرت العلاقات العباسية البيزنطية عن مرحلة جديدة في اطار العلاقات. العربية البيزنطية ، كانت لها أبعادها الخاصة والمميزة التي أفرزتها طبيعة هذه المرحلة.
ففي العصر العباسي الأول، تحولت ادارة الدولة الاسلامية من الادارة العسكرية ، التي أوجبتها فرضتها ظروف تاريخية معينة ، الى الادارة المدنية التي مثلت مرحلة الاستقرار والتحول الى البناء الداخلي للدولة والمجتمع . وبعث عوامل الازدهار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وعلى الرغم من ذلك بقيت العلاقات الحربية بين الدولتين تحتل المساحة الأوسع بينهما . اذ مثلث الامبراطورية البيزنطية عامل تحد واجهته الامة العربية الاسلامية . قسمت هذه الامبراطورية الى استعادة أمجادها القديمة في المنطقة ، باعثة الحياة في الصراع القديم بين الشرق والغرب . في حين بذلت الدولة العباسية جهدها الحماية تخومها من أي خطر أجنبي . كما كان هذا الصراع وجهاً من أوله العلاقة بين أية قوتين عظميين متجاورتين ، تحاول كل منهما فرض سيادتها إلى مناطق التخوم بينهما ، وتأمين أراضيها من أي عملية توسع على حسابها
ولم تكن العلاقات الحربية ، الوجه الوحيد للعلاقة بين العباسيين والبيز تطفين ، بل لمة أوجه أخرى سياسية وحضارية بينهما . اذ احتلت العلاقات السياسية مكانتها الخاصة ، والتي جسدتها المعاهدات والاتفاقيات وتبادل السفراء منهما ، وعززتها أيضا عملية تبادل أسرى الطرفين ، واستمرت هذه العملية طوال العصر العباسي الاوله طالما كانت هناك علاقات حربية بينهما.
واحتلت الاتصالات الحضارية بين الدولتين ، مكانها في تاريخ العلاقات بينهما ، وأحدث الاتصالات الثقافية أوجهاً وسبلا متعددة عكست التاثيرات المتبادلة في هذا الميدان ، وأخذت العلاقات التجارية ، هي الأخرى ، أشكالا وسبلا مادة ، عبرت - رغبة الطرفين في ادامة الاتصال السلمي بينهما. وعلى أن يكون هذا الجهد المتواضع اسهاما بسيطا في الكشف عن الأوجه المشرقة في تاريخ المهنا المجيدة .
الرابط
اضغط هنا
0 التعليقات :
إرسال تعليق