الأربعاء، 20 مارس 2024

للتحميل PDF | تأريخ يوحنا النيقي ؛ الإسلام المبكر برواية قبطية - المتوفي القرن الأول الهجري / السابع الميلادي، المركز الاكاديمي للأبحاث ، بيروت 2017.

للتحميل PDF | تأريخ يوحنا النيقي ؛ الإسلام المبكر برواية قبطية - المتوفي في القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، المركز الأكاديمي للأبحاث ، بيروت 2017.

عدد الصفحات : 348 





مقدمة المترجم 

يوحنا النيقي أسقف ولد سنة ١٩هـ / ٦٤٠م، أي أنه ولد في أيام الفتح الإسلامي المصر، وكتابه الذي ألفه في السنين ٧٤-٥٨١ / ٦٩٣-٧٠٠م هو مجموعة أخبار في تاريخ العالم. كتب جزء منها في الأصل بالقبطية، وجزء آخراً باليونانية، ويظهر أنه قد نقل إلى العربية في زمن متقدم، وعلى أساس هذه النسخة وجدت ترجمة أثيوبية وهي النسخة الوحيدة الباقية من الكتاب وقد ترجمها وحررها زو تنبرغ يسير هذا الكتاب في أحداثه المختصرة بتسلسل زمني منذ بداية الخليقة حتى الفتح الإسلامي لمصر، وفقاً لوجهة نظر الكنيسة الغربية والشرقية وعلاقتها بالكنيسة المصرية، ولا يؤرخ أحداثه بالتاريخ الميلادي إنها بالتاريخ القبطي. للكتاب عادة مقدمات بالإنكليزية وبعض نصوصها بالسريانية، يتكون الكتاب من مئة واثنين وعشرين فصلاً. وقد يكون الفصل فقرة واحدة أو جملة واحدة وأحياناً من عدة فقرات، وقد يصل إلى أكثر من مئة فقرة (أنظر الفصل ٨٤،٧٧) وقد يكونا حجم الفقرة خمسة أسطر أو أكثر، ولكل فقرة أو فصل رقم تسلسلي خاص بهما.












أخبار هذا الكتاب ذات قيمة كبيرة إذ كانت واضحة النص وغير غامضة، ولم تتعرض إلى الفساد، ومعلومات الكتاب المفقودة . لسوء الحظ تنحصر ما بين تولية هرقل ووصول المسلمين إلى حصن بابيلون. وعلى ذلك فقد ضاعت من الكتاب كل مدة الاحتلال الفارسي وعودة مصر إلى الروم. وكذلك فقد اختلطت أخبار الفتح الإسلامي اختلاطاً عظيماً، إذ هي مقلوبة رأساً على عقب، ومن الصعب على الباحث أن يعيد إليها السياق. وقد ثبت ذلك من بعض حقائق أمهات المصادر الكبرى ولابد من عدها معالم ثابتة لا يختلف في صحتها، على رغم من أنها تخالف عما جاءت به المصادر العربية المتأخرة عنها. ولذا فهي على هذا الأساس مهمة لمن أراد البحث في تاريخ مصر. وكان عشور البعثة البريطانية في الحبشة على نسخة مخطوطة من كتاب يوحنا قد سهل الكثير من الأمور لكتاب تاريخ الفتح العربي لمصر. 































ومن المحتمل أن تكون مصادر معلوماته التاريخية مما سمعه من أخبار الفتح عن الذين شهدوا هذا الفتح، ومثل هذه المشاهدة ذات قيمة واضحة فيهما يشهد فيه، ومع كل ما في النسخة الخطية الأثيوبية من عيوب، فقد جاءت فيها تواريخ جديدة تستدعي النظر بدقتها. وهذه التواريخ بمثابة معالم ثابتة تستطيع أن نستدل بها على نظام علمي في ترتيب التواريخ. خصص المؤلف في كتابه ثمان وثلاثين فصلاً لتاريخ مصر من فصوله البالغة مئة واثنان وعشرون فصلاً منها عشر فصول لتاريخ الفتح الإسلامي المصر، وعند مقارنة مجموع الفصول التي كتبها في تاريخه وهي مئة واثنان وعشرون فصلا بما كتبه عن تاريخ مصر ثمان وثلاثون فصلا)، أكبرها الفصل السابع والسبعين والذي يحتوي على مئة وأربعة عشر فقرة، يظهر لنا أن التاريخ المصري يشكل حوالي ثلث فصول الكتاب. وقد روى معلومات تشير إلى مدى أهمية مصر الاقتصادية، إذ يذكر أن أرضها خصبة مدينة بالماء والبحيرات وذلك لوجود كميات غزيرة من الأمطار الفصل ١٦ ثانياً) فضلاً عن ذلك فإن حكام مصر كانوا يأمرون الناس بحفر القنوات في الأرض. ونتيجة لذلك فقد أصبحت مصر الإقليم الأول في تعلم الحراثة (الفصل ١٧ ثالثاً). وقد اهتم حكام مصر بالمياه وتوزيعها على الأراضي الصالحة للزراعة، إذ كانت هناك مقاييس للنيل (الفصل ۳۰ رابعاً) و (الفصل ٦٧ ثامناً) والفصل (٩٥ ست عشر). وإنه تشديد الأسف أن يوحنا النيقي وسائر كتاب القبط في القرن السابع الميلادي الأول الهجري تفصلهم حقبة طويلة من الزمن عن الكتاب العرب وهو نحو قرنين، وإنا لتأمل أن ترأب تلك الكلمة إذا ما تم درس أوراق البردي الكثيرة التي كشفت في الفيوم وسواها. غير أن أوراق البردي العربية التي نشرها الأستاذ كرابسك، لابد أن ترسل نوراً يجلو ذلك التاريخ، ولنا على ذلك دليل مما نشره في ثبت بين فيه نماذج من تلك الأوراق وعرض في معرض فينا. وقد كان بينهما خطابات من عمال اشتركوا في ميدان الفتح وأورد يوحنا النبقي ذكر أسمائهم كما أورد أسمائهم مؤرخو العرب.






لا يرد في الكتاب تأريخ فتح المسلمين لمصر، وأول استئناف لذلك التاريخ، إذ يروي أنه عندما علم ثيودور قائد جيوش الروم في مصر بهزيمة حنا قائد فرقة الخفر في الفيوم وموته، اجتمعت بعد ذلك جيوش الروم عند حصن بابيلون وعولت على لقاء المسلمين قبل أوان فيضان النيل. فكانت وقفة هيلوبوليس في يونيو أو غسطس سنة ٦٤٠م / ١٩هـ وهذا يعكس مدى سرية سير الجيوش الإسلامية إلى مصر.












يبدأ المؤلف في الصحيفة الخامسة والعشرين الأخيرة من الكتاب ( وتبدأ من الفصل ۱۱۱ وتنتهي بالفصل ۱۳۳ ، وفيها معلومات تختلف كلياً عما جاء في المصادر العربية الإسلامية بالحديث عن الفتح الإسلامي لمصر. ويسمى المسلمين الذين جاءوا تفتح مصر باسم الإسماعيليين. وبعد مجيئهم إلى مصر بأنه غضب من الله على النصارى، لأنهم تركوا دينهم، ولدوافع اقتصادية. وفي رأيه أن انتصار العرب المسلمين على البيزنطيين، لأنهم خالفوا دينهم بتقسيم المسيح (ع) إلى طبيعتين، فجزء منهم عده مخلوقاً عادياً؛ فعاقبهم الله على ذلك بوضعهم تحت سيادة المسلمين العرب، وأن سبب فقدان الرومان العرشهم ونجاح المسلمين في الحرب هو أن النصارى لم يلتزموا بالإخلاص الأرثدوكسي وأنهم جزءوا الغير مجزأ. ومعلوماته الأكثر أهمية عن الفترة الإسلامية في مصر، تخص الضرائب المالية في الجزيرة والخراج، وبعض الواجبات المالية الأخرى، وهي تختلف عما ورد في المصادر الإسلامية، سواء أكان ذلك في الكمية والنوعية أم أسلوب الجباية. أنظر الفصل ١٢١ رقم ٦٠٤ ورحب القبط عامة بالمسلمين ورأوا فيهم اخلاص فأسدوا هم كل مساعدة، ولم يقاوموا المسلمين مقاومة تذكر وهذا سبباً في نصرة المسلمين. وإذا عرفنا أن معظم هؤلاء كانوا فلاحين اتضحت له أسباب هذا الترحيب والمساندة وذلك لكثرة الضرائب المفروضة عليهم.










وهناك كتابات قبطية أخرى كتبت في القرن السابع الميلادي / الأول الهجري، ولكن قيمتها التاريخية ليست كبيرة المقدار ؛ فقد كان هم من كتبوها ذكر الأمور الخاصة بالكنيسة، وكلما كانت تلك الأمور خارقة للمألوف كانت عنايتهم بها أعظم. وأما أمور الدنيا وحركاتها التي حولهم فقد كانت أفكارهم منصرفة عنها، وتكاد أن تكون عقولهم مقفلة من قبلها، على أن هؤلاء المؤلفين الذين كانوا يستطيعون أن يدوّنوا لنا الأخبار الكثيرة، لكنهم لم يفعلوا، فلا يذكرون تاريخ عصرهم وحوادثه إلا في بعض نتف متفرقة بذكرونها عرضاً ويلمحون إليها تلميحاً، منها رسالة في ترجمة حياة المطران بيزنيتوس (1) وأخرى في حياة البطريق القبطي اسحق (۲) وكلاهما عن وثائق قبطية كتبت في القرن السابع الميلادي / الأول الهجري وبها نبذ ذات شأن عظيم، ولا شك أن الترجمة العربية الحياة الشنوده قائمة على أصل قبطي وقد نشرها كذلك المسيو أميلنو (۳). المترجم أ.د. جاسم صكبان علي














































الرابط 











اضغط هنا 













اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي