للتحميل PDF | الحرب والسلام في تاريخ الدولة العربية ؛ معاهدات الصلح في الفتوحات العربية الأولى ، المركز الأكاديمي للأبحاث ، بيروت 2017.
عدد الصفحات : 375
مقدمة المترجم
كنت قد قرأت هذا الكتاب وهو رسالة دكتوراه في التاريخ الإسلامي عدة مرات في بريطانيا؛ عندما كنت أحضر الدراسة الدكتوراه في جامعة إدنبره. ولفت نظري قيمته العلمية فشعرت بأن القارئ العربي بحاجة إلى مثل هذه المعلومات العلمية، وطريقة معالجة المؤلف للقضايا التاريخية، فعقدت العزم على ترجمته إلى العربية والتعليق على آراء المؤلف ومعلوماته. وعنوان الكتاب بالإنكليزية The termination of hostilities in the early Arab conquests ٦٥٦-٦٣٤.D. وقد أكد المؤلف أن الفتوحات الإسلامية أثمرت عن عقد مجموعة من المعاهدات والاتفاقات، نظمت العلاقة ما بين المسلمين وأهالي البلاد المفتوحة. وقد ذكر المؤلف في متن الكتاب الترجمة الإنكليزية لنصوص المعاهدات مع الأقاليم المفتوحة، ضمن مدة الدراسة، وأهم المدن التي أخضعها لدراسته. وقد صنف المعاهدات والمدن على أصناف متعددة بحسب المنهج الذي شرحه في القسم الأول. ثم قدم دراسة تاريخية مختصرة لسير عملية الفتح لكل إقليم، وأردف ذلك بالتعليق على نصوص المعاهدات معتمداً على الترجمة الإنكليزية لهذه النصوص ورجح نصاً على آخر وقد اتبع المنهج نفسه على بقية الأقاليم الخاضعة للدراسة.
أضف إلى ذلك فإن المؤلّف ذكر أموراً لمدن أخرى أقل أهمية من المدن التي درسها، كأن يقول إنّ هذه المدينة فتحت صلحاً، أو عنوة، أو عقد أهلها معاهدة صلح مشابهة لتلك التي عقدت مع مدينة كذا. ويصل المؤلف في الغالب إلى نتيجة مفادها أن هذه الأقاليم أصبح حالها أفضل بكثير من الذي كانت عليه أيام الروم أو الساسانيين. وقد ترجمت عنوان الكتاب إلى العربية باسم: معاهدات الصلح في الفتوحات العربية الأولى ١٢-٣٥هـ / ٦٣٤-٦٥٦م وأضفت إليه فصلاً سميته تعليقات المترجم؛ بينت فيه آرائي على بعض أفكار المؤلف، وآراءه التي ذكرها في الكتاب، وبحسب تسلسل فصول الكتاب. وقد أشرت إليها بعلامة تبدأ من (x)۱ ... الخ. ولكل فصل على حدة ثم بينت رأيي عليها. وأخيراً لابد من تقديم شكري وتقديري إلى كل من شجعني على القيام C والله ولي التوفيق.
القسم الأول المقدمة إن الهدف من هذا العمل ثنائي، الأول إبراز المصادر المتوافرة بطريقة تسهل لقرائها التزود بالمعلومات التي وردت في المصادر والتي تخص معاهدات الصلح، وروايات المعاهدات، والغزوات، والشروط التي فرض أو تمت الموافقة عليها مع الشعوب المفتوحة. والهدف الثاني هو تقييم المعلومات، وتحديد مدى مصداقية الروايات المختلفة، وتقييم التأثيرات العسكرية والسياسية على عقد المعاهدات مباشرة عقب الغزوات الأولى. إن المدة المختارة للبحث تمتد من (١٢هـ / ٦٣٤م) إلى (٣٥هـ / ٦٥٦م) أي من أول الغارات المهمة على الحدود البيزنطية - الساسانية حتى موت عثمان (رض). وهي مدة محدودة من الفتوحات الإسلامية.
وقد شهدت هذه المدة الفتوحات الدائمة لمصر، وسورية الكبرى، والعراق، وبين النهرين، والنجد الإيراني، وبداية العمليات الحربية الكاملة في شمال أفريقية، وشمال إيران وأرمينيا. وفي هذه المدة من الممكن أن تكون بداية التنظيمات المدنية الإسلامية قد وضعت واستقرت مدن الحاميات، وأول الهجرات القبلية العربية المهمة إلى المناطق المفتوحة. وهذا هو أول طور للتوسع الإسلامي، انتهى عنده أو بعد اغتبال عثمان (رض) مباشرة. إن النزاع الداخلي السابق واللاحق الحادثة الاعتبال من الجائز أن يكون قد أدى إلى توقف تقدم الجيوش الإسلامية عن الغزوات، مما أدى إلى فقدان فرص الحصول على الغنائم، والتوسع الإقليمي. على رغم من أن هناك تأثيرات أخرى لها أثرها في حدث توقف الفتوحات. وجدد الموضوع، كذلك، بطريقتين أخريين، ولكن يبدو من المستحسن أن نقصر النقاش على الفعاليات العسكرية على اليابسة. لقد كان مجرى العمليات الحربية البحرية بشكل رئيس يمثل آخر التطورات، وهو بالتأكيد يفضي إلى دراسات أكثر تفصيلاً، وهي على كل حال ليست هدف هذا العمل. ولا يمكن أن تساعدنا هذه الدراسات للعمليات البحرية على الحصول على أمور تخص القضايا الشرعية والمالية. ما عدا الأمور التي تمس من السطح الاعتبارات العسكرية.
وقد استشير الفقهاء الأوائل بهدف الحصول على الروايات القيمة الخاصة بالغزو والتي احتوتها مؤلفاتهم. التعامل مع المعلومات ( الحقائق) تحوي المصادر عدة مئات من الروايات عن عقد معاهدات الصلح رغم أن بعضاً منها متشابهة، وأخرى تظهر اختلافات كبيرة وواسعة. إن المعاهدات التي تخص خراسان على سبيل المثال تختلف كثيراً عن المعاهدات التي تخص مصر... فضلاً عن ذلك فإن روايات عديدة للحادثة نفسها تختلف بشكل كبير. إن معالجة هذه الاختلافات في المعلومات تظهر مشكلة معينة وإن حل هذه المشكلة الصعبة يتم بمعرفة السياق العام للمعنى المألوف. والمشكلة التي تكون ملائمة على نحو جيد لحل العقدة الرئيسة فيها تكون معالجتها بالطريقة المنهجية؛ ولذلك فقد تقرر تنظيم الروايات، وتسجيلها في المعلومات، ومعالجة صحائف الورق الزائدة، وبعد ذلك ثقب (الكارتات).
وأخيراً تصنيف المعلومات المتجمعة في الكومبيوتر. إن الماكنة الإلكترونية الاعتيادية تُصنف مع براعة الطبع، على رغم من أن الأكثر بطأ سيعطي نتيجة متساوية، ولكن الكومبيوتر كان منفصلاً لسبيين: الأول أنه سريع الحصول عليه، وفي متناول يد المؤلف. والثاني أن استعماله بهذه الطريقة يعطي خبرة ثمينة للتوسعات في المستقبل لأمور ذات طبيعة أكثر تعقيداً. ويقدم الكومبيوتر تسهيلات للخزن، ويضيف المعلومات : على الشريط المغناطي المغناطير ويلخص ويلا تلك المعلومات بالشكل المطلوب، خصوصاً إذا كانت قدرته من الممكن أن تعطي نتائج تنبئية على نحو بين؛ فللكومبيوتر استعمالات كثيرة في البحوث التاريخية. إن الطريقة التي تم تبنيها للعمل الحالي كانت كالآتي: صيغت كل رواية برموز شفرية لغرض التصنيف، وأن المفتاح الرئيس الأول القريب من المنطقة يعطي التصانيف المطبوعة لثمانية أقاليم. والثاني وهو أكثر التصانيف أهمية، كان بوساطة ثمانية مفاتيح، كل مفتاح يعطي مصطلحاً، إذ كان المصطلح يظهر Y لكلمة Yes كان قد أدخل. وإذا لم يظهر فإن N لكلمة (No) كانت قد دونت.
هذه المصطلحات كانت -١- صلح ۲ - أمان. ٣- ذمة. ٤ - جزية. ه خراج ٦- ضريبة مالية لا تسمى جزية ولإخراج في النص. ٧- شروط مثل إيواء أو تموين المسلمين، قيود على الأعراف الدينية . -- شرط . ٩- عهد. وكان آخر مفتاح صغير هو للتاريخ الهجري. وقد أضيفت إلى أوراق المعلومات أو على كارت كتابة يدوية منفصلة، أو على كليهما كل المعلومات الأخرى ذات الصلة بند No ، مصدر، إسناد، اسم مكان، كيف تحقق الفتح، الأطراف المتعاقدة وتفصيلات أخرى. إن برنامج COBOL بسيط وقد دون للكومبيوتر : طالباً روايتين مختلفتين )AHoneywell Series ۲۰۰۰ Machine( 1- تقسم على مناطق، ومن ثم تصنف على معاهدات مع مصطلحات متطابقة، وأخيراً مع التاريخ الهجري. مثل (۱) ولكن لا تقسم على مناطق. بهذه الروايات معاً وكارت الكتابة اليدوية، يُصبح عمل الوثائق للتحضير للأطروحة في شكلها النهائي. ووجد المؤلف أن هذه الطريقة لها محاسن عديدة، الأولى كانت الملائمة، في أي وقت يستقر فيه النظام الشفري في تسجيل المعلومات والأكثر أهمية هو من الممكن للمرء أن يؤجل مقدمة دراسة الرموز حتى بعد تصنيف واستقرار المعلومات في النظام الشفري. ومن ثم تخفض المخاطر إلى الحد الأدنى ليستقر النموذج الحادث المبشر (المنجز قبل أوانه). إن العمل مع الكومبيوتر سهل تقديم المعلومات بشكل منظم فضلاً عن ذلك فهو يُظهر صورة بارزة على القناة، على سبيل المثال، غلبة المعاهدات التي تحمل رمز الضرائب في خراسان.
التقديم: القسم الثاني يدون المصادر الأولية مع المختصرات المستعملة لهذه المصادر، المصادر الثانوية والإسناد. سجلت وضمنت في القائمة مع المفتاح الذي يستعمل في المصادر كل الأسانيد المعطاة. القسم الثالث : المناقشة المصادر ثم بعده الجزء الرئيس للعمل. قدم بحسب المناطق وسجلت روايات كل منطقة ثم قيمت هذه الروايات. وقدر الجيد منها حق قدره. وخصص القسم الأخير لهذا العمل لتحليل مختلف الروايات باختصار ومن ثم الخاتمة. وتحوي الأقسام المحلية شيئين: البراهين (الأدلة) والتعليقات وظل الاثنان مفصولين عن بعضهما تماماً. لقد سجلت الروايات بدون تعليقات، أما بحسب محتوياتها، أو بحسب موثوقيتها. إن هذا التقييم قد تحدد للجزء الثاني من كل قسم محلي . إن الروايات تزودنا بجوهر النص، أو بالمعنى الصحيح له. وفي الحالة الأخيرة فإن الخبر وضعت عليه علامة استفهام. وقد دونت روايات معاهدات الصلح استناداً إلى دراسة الرموز والتي تعد بأنها ذات أهمية، على رغم من أن نظماً صحيحة من الممكن أن تقترح التدوين هذه الروايات. وذكر أعلاه فقد نوعت الروايات كلها بتطبيق تسعة أسئلة (نعم - لا). ولذا فإن الرقم المحتمل لمختلف الرموز هو على نحو يين ؟ أو ٥١٢. وفي الحقيقة فقد حدد أكثر من ٧٠ رمزاً مختلفاً ولكنه توزيع على أرقام كثيرة العدد يمكن أن تكون ثقلاً وبطأ وزيفاً. وبعد اختيار دقيق للمعلومات فقد ثبت النظام الرمزي الآتي: الرموز الأولية لا صلح - بمعنى عنوة أو لم يحدد. صلح ولكن ليس عنوة أو ذمة. صلح مع أمان أو ذمة أو كليهما. الرموز الثانوية (صنعت ضمن رموز أولية) . لا توجد معلومات أخرى. شروط أخرى ولكن ليست ضرائب، جزية أو خراج (على نحو بين رمز A هو دائماً يقصي رمز صلح، رمز B دائماً يقصي أمان و / أو ذمة). ضرائب، شروط أخرى ولكن ليست جزية أو خراج. خراج، شروط أخرى ولكن ليست جزية. ه جزية، شروط أخرى ولكن ليست خراج. خراج وجزية وأية شروط أخرى. إن النظام الأعلى سيكون أكثر تعقيداً عند الترتيب العددي للنسب رمز C٦، ويمكن ( ولكن لا يفعل أبداً أن يتضمن كل الشروط الممكنة للسلام المتفق عليه.
ومن الواجب ذكر مشكلة التعريف وحل الالتباسات، ففي القضية الحالية تم تبني مبدأ محدد يتبع حسن الفهم للنص، لإجلال إقرار الصنف الذي يكون فيه تاركين نقاش القضايا المشكوك فيها للتعليق. وكانت الطريقة كالآتي: 1. أربعة مصطلحات لم تستعمل مطلقاً ما لم توجد الكلمة الحقيقية في النص وهذه هي: ذمة، خراج، جزية، عهد. . إذا استعمل مصطلح صلح في معاهدة ما، صنفت المعاهدة ضمن معاهدات الصلح مثل الغالبية العظمى من الحالات. وفي بعض الأحيان وضعت بعض الأحداث في هذا الصنف، رغم أن المصطلح الحقيقي لم يذكر، إذ كانت الظروف تشير بقوة إلى تنظيم مثلاً لم يكن هناك قتال، توجد مفاوضات، يوجد عهد، أو وجود مصطلحات عنوة أو قسر، طبيعي، يحول دون استعمال هذا التصنيف. إذا ذكر مصطلح أمان أو ذمة فإن الحادث يوضع في صنف ت. أو روي أن هناك تحريم، أو قتل، أو أخذ أسرى. استعمل مصطلح شرط إذا ذكرت الكلمة. أو إذا كانت شرعية المعاهدة تعتمد على التقييد بشروطها. ه الضريبة استعملت كشرط عام تغطي كل المدفوعات حينما لا تذكر جزية أو خراج وتفصل (ضريبة) في بعض الأحيان إذا كان هذا المعنى غير قاطع أو حاسم بالنسبة للنص.
٦. الضيافة، الديانة، القيود، تقديم مساعدات ونصائح .... الخ. مثل هذه المصطلحات تغطي الشروط. وقد ذكرت هذا بالتفصيل كاملة في الروايات. أخذت الأفعال لتعطي العلاقة نفسها كالأسماء في التصنيف مثلاً: أمن لـ أمان. صالح الصلح. أي مفتاح من مفاتيح الكلمات، أينما يذكر فإنه يعطي بشكل منسوخ من الرواية. ويُعمل هذا للقراءة الرتيبة ولكنه ضروري زيادة في الدقة. وسيجرى نقاش على مجموعة مختارة. وسنعتمد على مختلف المصادر في القسم الثالث. ومن المستحيل أن نعمل سجلاً كاملاً شاملاً لكل روايات شروط معاهدات الصلح من هذه المصادر المستعملة. وكانت المحذوفات على نوعين: الأول إذا كان الموضوع يتعامل بعمق كبير وعظيم بوساطة مؤلفين عدة، مع إعدادات عدة ولا اختلاف مهم بينها . ثم عملت اختيارات ممثلة لهذه الروايات. ثم أشرت إلى أصول تلك التي حذفت. وقد استعمل هذا الأمر خصوصاً على الروايات التي تخص التنظيم في السواد الواردة عند أبي عبيد وأبي يوسف والبلاذري. والنوع الثاني يحوي نصوصاً؛ إذ المؤلف واع بأن عناية غير ضرورية أعطاها المؤرخون لربط الأحداث غير المهمة جداً، وأكثر ما يمكن ملاحظة مثل هذا الأمر في روايات الطبري غير المهمة والمخصصة للغزوات غير المهمة في العراق ما بين معركة الجسر ومعركة القادسية، ولا سيما عندما تقارن مع أسلوبه المختصر للحملات في سورية ومصر.
وعلى الرغم من ذلك فقد عملت تغطية واسعة للمعلومات المتوافرة وللأحداث المهمة، إذ قدمت مجموعة مختارة كثيرة من الروايات. وفعلاً فقد ضمنت الروايات على الرغم من أن الحقيقة أن هناك شعوراً أنها مشكوك فيها أو حتى زائفة. وحتى الأحداث الأقل أهمية مثل الاستيلاء على بلديات أو قرى، أو المناطق الصغيرة من الأرض، فالأكثرية الكبرى من هذه التي ذكرتها المصادر قد تم إدراجها. ولم يُنظم هذا العمل وكأنه تاريخ عام للفتوحات الإسلامية الأولى، رغم أن المرء يتوقع بأن مادته ستتضمن في أي تاريخ عقدت مثل هذه المعاهدات. ولغرض منفعة القارئ، على كل حال، في كل قسم محلي، وفي بداية التعليق، روايات مختصرة للأحداث الرئيسة الخاصة بغزو تلك المنطقة قد تمت كتابتها مصحوبة بالمصادر الأولية والثانوية ولكن بدون إسناد عند التحضير لهذه الروايات فإن المؤلّف استعان بأعمال أمثال بتلر Butler ودي غوية وبالأخص كيتاني Caetani . إن هذه المحصلات هي، على كل حال، مجرد إطار عمل حولي وبني عليه النقاش الآتي المعاهدات الصلح، وتجنب إلى حد ممكن الأمور الجدلية والتي قد تظهر في هذا النقاش.
الرابط
اضغط هنا
0 التعليقات :
إرسال تعليق