للتحميل PDF | التجسس في العصرين الأيوبي والمملوكي - رسالة ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة المنصورة 2011م.
عدد الصفحات: 292
نبذة عن الرسالة ومحتواها:
تحظى الدراسات الحضارية الآن باهتمام كبير من جانب المؤرخين المحدثين نظراً لما تحتويه من تنوع في القضايا والأفكار، ولأنها لم تزل حقلاً بكرًا - في كثير من جوانبها - لم ينهل منه الباحثون كثيراً، بعيداً عن الدراسات السياسية التي امتلأت بها دراسات الباحثين وأطروحاتهم، ولعل نظم الدولة الإسلامية الإدارية - خاصة المحلية منها لم تنل الاهتمام الكافي من قبل المؤرخين، وحسبنا في ذلك نظام التجسس الذي رغم أهميته البالغة في النظام الإداري بوصفه معبراً عن قوة الدولة ومدى كفاءة الجهاز التنظيمي لها، رغم ذلك فإن الدراسات التي تناولته كانت ذات خطوط عريضة لم تصل به إلى دراسة متخصصة تتناول العصرين الأيوبي والمملوكي ؛ لذا اتجه اهتمام الباحث إلى دراسة هذا النظام في العصرين الأيوبي والمملوكي نظراً لما يتمتع به من مكانة مرموقة جعلته يلعب دوراً عظيما في النهوض باعباء البلاد في وقت كانت الحاجه في ملحه لنظام يعمل على وحدة وترابط المملكة ضد الخطر الصليبي وذلك لطردهم من البلاد الإسلامية في العصر الأيوبي وقد نجحوا إلى حد كبير في القيام بذلك، وتم حصرهم في عدد من المناطق في بلاد الشام، وعندما جاء المماليك قاموا بتفعيل دور الجواسيس للقضاء عليهم تماماً وقد نجحوا في ذلك، وكان يجب على سلاطين المماليك الاهتمام بالجواسيس أكثر من ذلك، لأن الصليبيين أخذوا يتحينون الفرصة بعد طردهم من مصر للانقضاض على أملاكهم في بلاد الشام، وكذلك الخطر المغولي الزاحف من الشرق، والخطر العثماني أيضاً، وبذلك كان نظام التجسس أحد الدعامات الأساسية التي ارتكز عليها سلاطين الأيوبيين والمماليك.
فإذا كانت الخطط العسكرية، وأنواع الأسلحة وكثرتها تلعب الدور الرئيسي في نتائج المعارك فإن كل ذلك لابد وأن يبنى على معلومات عن مدى قوة العدو وأماكن تمركزه، وطبيعة الحربية أسلحته؛ لذا فإن كثيرا من المعارك الحربية تتحدد نتائجها بناء على ما قام به عمال التجسس من جهد، ومدى دقة المعلومات التي وصلت إلى القيادة العسكرية، والقدرة على تحليلها والاستفادة منها. يضاف إلى ذلك ما تميز به العصر الأيوبي من نزاعات بين أبناء الأسرة الحاكمة، وما تميز به العصر المملوكي من زيادة المؤامرات الداخلية بين السلاطين والأمراء من ناحية وبين الأمراء بعضهم البعض من ناحية أخرى، مما استدعى قيام كل طرف بالتجسس على الطرف الآخر، كل ذلك تتطلب من السلاطين الاهتمام بالجواسيس والعناية بهم.
هذا؛ وقد قدر لهذا النظام أن يمر بفترات قوة وفترات ضعف خلال العصرين الأيوبي والمملوكي؛ ففي عهد السلطان صلاح الدين كان يمر بمرحلة من القوة لمواجهة الخطر الصليبي ولكن ضعف في عهد خلفائه، وفي عهد الدولة المملوكية اهتم الظاهر بيبرس به كثيراً ، وظل يحتفظ بقوته فيما يزيد عن نصف قرن من الزمان قبل أن يلحقه التدهور عقب وفاة الناصر محمد بن قلاوون وحتى نهاية دولة المماليك البحرية، ولكن مع بداية دولة المماليك الجراكسة ومجييء الخطر التيموري بدأ الاهتمام بالجواسيس من أجل القضاء على هذا الخطر، ولكن بعد ذلك بدأ يمر بفترة ضعف طويلة في مواجهة الأخطار الخارجية، نتيجة للصراع المرير بين كبار الأمراء لنيل عرش السلطنة من ناحية فبدأ نشاطهم يتجه إلى الداخل للتجسس على أخبار الأمراء والسلاطين، ومع بداية الخطر العثماني حاول السلاطين أن يعودوا بالتجسس إلى سابق عهدهم في الازدهار، ولكنهم لم يقووا على ذلك مما كان من بين الاسباب التي أدت إلى سقوط الدولة المملوكية وقيام الدولة العثمانية. ومن هنا تأتي أهمية الموضوع المحاولة التعرف على تنظيم عمال التجسس وطرق جمع المعلومات، وكيفية توصيلها للقيادات السياسية، ومدى تأثير ذلك على مواجهة الأخطار الخارجية وتحقيق الأمن الداخلي بالبلاد.
قصارى القول : إن التجسس في العصرين الأيوبي والمملوكي كان له شكل آخر غير الذي العصور الإسلامية المبكرة، ورغم ذلك فإننا نفتقر إلى دراسة متكاملة عن نظام التجسس في العصرين الأيوبي والمملوكي، ورغم وجود بعض الدراسات التي تعرضت لنظام التجسس في العصرين الأيوبي والمملوكي، فإنها تناولته بصفة عامة : مثل الدراسة التي قام بها الدكتور علي السيد علي عن الجاسوسية في عصر سلاطين المماليك وهو بحث نشر في مجلة فكر؛ تناول فيه الأسباب التي دفعت سلاطين المماليك إلى استخدام التجسس، وتناول علاقة الجواسيس بديوان الإنشاء التي دفعت سلاطين المماليك إلى استخدام التجمس، وتناول علاقة الجواسيس بديوان الإنشاء ودور الجواسيس في مواجهة الصليبيين والمغول، كما تناول بعض الظواهر الاجتماعية التي كان يؤثر فيها الجواسيس.
والدراسة التي قام بها الدكتور صلاح الدين البحيري عن المخابرات الإسلامية في مواجهة الصليبيين وهو بحث نشر في مجلة كلية الآثار جامعة القاهرة، وتناول فيه الأسباب التي دفعت سلاطين الأيوبيين إلى استخدام التجسس، كما تناول فيه الفرق المسئولة عن جمع المعلومات داخل المعارك، كما تناول فيه دور أسرى الحرب والعلماء والرسل والسفراء الأجانب والشبكات السرية والبريد السري وكذلك تناول فيه كيف تمكنت الدولة من مقاومة الجاسوسية المعادية. والدراسة التي قام بها الدكتور جمال الدين الشيال عن الجاسوسية الأيوبية وهو بحث منشور في كتاب دراسات في التاريخ الإسلامي، وتناول فيه استخدام سلاطين الأيوبيين للتجسس في مواجهة الخطر الصليبي.
الرابط
اضغط هنا
0 التعليقات :
إرسال تعليق