للتحميل PDF | العلاقات الخارجية لمملكة أرمينيا الصغرى منذ منتصف القرن الثاني عشر الميلادي حتى سنة 1375م ، الباحثة فاطمة بوعمامة ، إشراف د/ إبراهيم فخار، رسالة ماجستير ، جامعة الجزائر 1993م.
عدد الصفحات : 291
نبذة عن الرسالة
تعد منطقة كيليكيا ، التي قامت بها مملكة أرمينيا الصغرى ، من أشهر المناطق في آسيا الصغرى ، اذ تتمتع بموقع استراتيجي ، بحيث تتصل با و روبا عن طريق شبه جزيرة الأناضول و بآسيا وافريقيا عبر الشام، هذا ما جعلها مصدر اللاحداث التاريخية الهامة التي وقعت خلال العصور الوسطى . فمملكة أرمينيا الصغرى قد قامت على حواف الامبراطوريات الكبيرة مثل : الدولة الاسلامية ، والامبراطورية الفارسية ، والامبراطورية البيزنطية ، هذه الامبراطوريات التي كانت مسرحا للنشاط السياسي والاقتصادي وقد وجد الصليبيون في الطريق البري المار بأرمينيا الصغرى أقرب طريقا للوصول الى فلسطين، ويحكم الدافع الديني ودوافع سياسية أخرى رحـب شعب أرمينيا الصغرى بالجيوش الصليبية ، فأقام علاقات واسعة مع الامارات الفرنجية في الشام خاصة وأنهم كانوا يواجهون نفس الخطر والمتمثل في المد الاسلامي .
وأدت مملكة أرمينيا الصغرى دور لا یستهان به، سواء في العلاقات السياسية ، أو التجارية و حتى في المجال الفكري، ووجد الأرمن أنفـســــــــم يشاركون في الأحداث التي نتجت عن الحركة الصليبية ، بل كان لهم اليد في توجيه المستقبل السياسي في آسيا . لقد حاولت جهدي توضيح الخطوط الرئيسية لاهم ما تميزت به أحداث تاريخ هذه المملكة التي دام حكمها ما يزيد عن ثلاثة قرون ، خاصة تلك العلاقات المتنوعة والتي كانت تربطها بالعالمين الشرقي والغربي معا ، و تأثرها بالامبراطوريات و تأثيرها فيها و ذلك عبر العصور، اضافة الى هذا البصمات التي تركتها علاقاتها مع الصليبيين .
و من الأسباب التي دفعتني لاختيار موضوع مملكة أرمينيا الصغرى هو قلة الدراسات العلمية المعاصرة التي تناولت تاريخ هذه المنطقة خاصة منها الدراسات العربية ، وكذلك رغبة مني في زيادة التعريف بهذه المملكة التي نجد ساحتها صغيرة و لكن أثرها على المنطقة وتطور الأحداث كان بالغا. أعطيت لهذا البحث عنوان : ( العلاقات الخارجية لمملكة أرمينيا الصغرى منذ منتصف القرن الثاني عشر الميلادي الى سنة 1375م ) تاریخ سقوط المملكة نهائيا في يد المماليك و لقد اقتضت طبيعة الموضوع أن أقوم بتوزيع محاوره و مادته على النحو التالي ، قسمت البحث الى فصل تمهيدي و با بين يشملان ستة فصول . تناولت في الفصل التمهيدي الاوضاع السياسية في آسيافي : منتصف القرن الثاني عشر الميلادي ، و رغم طول هذا الفصل وجدت أنه من الضروري التعريف بالا و ضاع السائدة في المنطقة وما ترتب عنها من تطور في العلاقات أما الباب الأول فقد أعطيت له عنوان : (علاقة أرمينيا الصغرى بالمسيحيين) و قسمت هذا الباب الى ثلاثة فصول . تناولت في الفصل الاول علاقة أرمينيا الصغرى بالصليبيين ، و حاولت أن أوضح فيه كيفية استغلال أرمينيا الصغرى لمرور الحملات الصليبية فوق أراضيهـــــا حتى تحصل على لقب الملكية .
أما الفصل الثاني والخاص بالعلاقة الأرمينية الفرنجية ، فقد أبرزت فيه أهمية الامارات الصليبية بالشام وأثرها على مملكة أرمينيا الصغرى سواء من ناحية العلاقات الداخلية أي بالقارة الأسيوية ، أو العلاقات الخارجية مع أو رو با . كما حاولت ابراز الدو را لاقتصادي الذي يبد و في العلاقات التجارية لهذه المملكة بالجمهوريات الايطالية و فرنسا ، ثم توسع علاقاتها حتى مع البرتغال ، كما بينت تمسك الفرنجة والصليبيين ببقاء مملكة أرمينيا الصغرى ، وأو ضحت الاعمال التي قاموا بها من أجل ذلك لتحقيق طموحاتهم الاقتصادية وأطماعهم التوسعية لكون أرمينيا الصغرى هي الرابط بين الشرق والغرب والأكثر أمنا .
أما الفصل الثالث ، فقد تناولت فيه طبيعة العلاقات الأرمينية البيزنطية ، و حاولت - رغم ندرة المصادر - تفسير وتوضيح طبيعة العلاقات بين الدولتين و أثر الخلافات المذهبية بينهما . أما الباب الثاني فقد اخترت له عنوان : (علاقة أرمينيا الصغرى بالعالم الاسلامي ) و قسمته الى ثلاثة فصول . تطرقت في الفصل الأول الى علاقة أرمينيا الصغرى بالترك السلاجقة التي تميزت تارة بالعداوة و طو را آخر با الصداقة ، واستغلال الترك السلاجقة لقوتهم لتحقيق أطماعهم التوسعية ، وكيفية ارغامهم حكام مملكة أرمينيا الصغرى ليقد مـــــــــوا لهم ولاء الطاعة ، بالرغم من أن بعض المصادر الأرمينية تطرقت لهــــــــــــــذه الأحداث دون التطرق لهذه النقطة الحساسة.
و وضعت الفصل الثاني تحت عنوان : (أرمينيا الصغرى والمغول)، تنا و لست فيه نشاط ملوك أرمينيا الصغرى منذ منتصف القرن الثالث عشر الميلادي في استغلال القوة الجديدة التي ظهرت على الساحة السياسية، والتي أصبحت منافسة للعالم الاسلامي والمسيحي ، تلك القوة هي قوة المغول و حاولت قدر المستطاع تبيين الحنكة السياسية لعلوك أرمينيا الصغرى التي تجلست في كيفية اقناعهم للمغول حتى حصلوا منهم على المساعدة لمواجهة المسلمين معا و الانتقام منهم ، بالرغم من أن المغول ليسوا مسيحيين و كانوا یکنوان عداوة لهم ، لكنهم تحالفوا معهم وقاد واحملة صليبية لغز و بيت المقدس التي كانت تحت حكم المسلمين و ارجاعها للمسيحيين ، و عرفت حملتهم هذه بالحملة الصليبية الصفراء .
وتتبعت في الفصل الثالث علاقة أرمينيا الصغرى بالمماليك ، و رغبت في القاء الضوء على كيفية تمكن القوة الاسلامية الموحدة بقيادة الماليك من تحطيم هذه المملكة ، تلك المملكة التي عجزت العديد من الدول والامبراطوريات من القضاء عليها رغم المحاولات الكثيرة و أنهيت البحث بخاتمة استنتاجية شاملة للموضوع، وملاحق و فهرس نهائي . والاعتماد على العصاد رأمر ضروري لمعالجة هذا الموضوع، لأهميتها ، خاصة أن بعض مؤرخي هذه الفترة كانوا يحتلون مناصب هامسة مما سمح لهم باركو نوا على و اطلاع واسع لتطور القضايا السياسية، والشؤون الاقتصادية، والأوضــــــــاع الاجتماعية .
و من المصادر التي اعتمدت عليها في هذا البحث هي : ا المصاد والأرمينية و أفاد تني كثيرا في الالعام بهذا الموضوع و مكنتني من تفهم الخطوط العريضة و بعض التفاصيل الدقيقة لتاريخ مملكة أرمينيا الصغرى خاصة وأن بعضها ، وان كان قليلا ، مترجم الى اللغة الفرنسية . و هي مجموعة في : Recueil des historiens des croisaden, Documents Armeniens, 2 V, publié par l'academie des inscriptions et belles lettres, Paris 1869-1906. و من المؤرخين الأرمن الذين اعتمدت عليهم و بالدرجة الأولى هم : -
متى الرهاوي :- وهو من مواليد مدينسة - MATHIEM D'EDESSE الرها حسب ما جاء به نفسه في القسم الثاني والثالث من كتابه . غير أنه لا يمكن تحديد سنة ولادته ووفاته ، لكن من المؤكد أنه توفي بعد عام 1136م، و هو تاريخ نهاية كتابه ، وتعد حولياته : Extraits de la chronique de Matthien d'Edesse REC Hist crois, Doc Arm, TI, PP1150. من أهم الحوليات التي تعرضت لاحداث هذه المنطقة قبل قدوم الفرنجة الى الأراضي المقدسة، واعتمد في كتاباته على مصادر اغريقية موثوقة في أرشيف الملوك البخارطة بمدينة آني وترجمها الى اللغة الأرمينية ، وقد أفادنا المؤرخ متى الرها و ي كثيرا في تفهم الأسباب والأوضاع التي دفعت بهجرة الأرمن من أرمينيا الكبرى بعد سقوطها في يد البيزنطيين ثم السلاجقة ، ثم استقرارهم بمنطقة كيليكيا والمراحل الأولى التي تأسست على اثرها امارة أرمينيا الصغرى ، كما أمد نا بمعلومات هامة حول تطور علاقات هذه الامارة والامارات الفرنجية المجاورة ، خاصة تلك الأحــــــــــدات التي عرفتها أنطاكية .
2 - جريجوار الراهب : - GREGOIRE LE PRETRE - ليس لدينا معلومات Gregoire le Prêtres Rec-Hist-Crois, Doc-Arm, TI, PP 151-201 جريجوار الراهب - حول حملسة عماد الدين زنكى و فتحه لكونتية الرها، وكذلك الحملات التي قام بها كل من الامبراطور يوحنا و مانویل کو منينوس علی کیلیکیا و سوریا ، و طبيعة العلاقات القائمة بين سلاطين قونية وأمراء أرمينيا الصغرى ، وكذلك النزاعات المستمرة بين قونية وأمراء التركمان في كباد و كيا ثم حملات الصليبيين على نور الدين عن حياة جريجو ار الراهب ، فقط أنه كان تلميذ متى الرها وي ، ترك مدينة الرها عام 1137 م ، بعد سقوطها في يد الاتابك عماد الدين زنكي ، وقد أفادنـــــــا
3 - ميخائيل السرياني :- MICHEL LE SYRIEN و هو رجل دين بطريرك يعقو بي بأنطاكيا لقب بالعظيم - توفي ما بين عام 1199 م 1200م ، بعد عمر يناهز 63 سنة منها 33 عام على رئاسة البطريركة . و يعرف كتابه بـ : حولية ميخائيل السرياني أو السوري ، - Rac-Hist-Crois, Doc-Arm, TI, PP 309-410. ودة باللغة الأرمينية مترجمة من الحمل الموجود السرياني الذي ضاع ، تبد أحو ليته من نشأة العالم حتى وفاة ايزابيل زوجـة الملك الأرميني هيثوم الأول ابنه الملك ليون - العظيم " عام 1252 م ، علما بان وفاة ميخائيل السرياني كانت ما بين 1199 م - 1200 م ، اذن فهو من الارجم أن مؤرخا مجهولا قد يكون سريانيا او ارمينيا هو الذي اتم حولية ميخائيل السرياني عام 1199 م حتى عام 1252 م .
و تميزت حولية ميخائيل السرياني باختصار الأحداث التي سبقت ميلاد المسيح عليه السلام الى غاية القرن السادس الميلادي، ثم اصبح يتوسع فيها خداصة في الفتره التي عاش فيها، كما تلاحظ في كتاباته اثر معتقده و افكاره الدينية المتعصبية لمذ فيه اليعقوبي على اسلوبه ، وكان من المعارضين الكبار المجمع خلقيد وتية، وحوليته شرية جدا بالاحداث التي عرفتها توسعات الترك السلاجقة في غرب آسيا بالرغم من وجود بعض الاخطاء التاريخية و هذا عائد ربما الى المترجم الذي قام بتقل حولية ميخائيل السرياني الى اللغة الأرمينية . 4 - القديس ترسيس صاحب نمرون - يحظى بمكانة هامة في التاريخ السياسي و الديني المملكة أرمينيا الصغرى ، ربما يعود هذا الى حياته ومكانته الدينية في المجتمع الارميني اذا كان الداعي والمثل الافكار اللاتين في الشرق، وعلاقة الصداقة التي كانت تربطه بقيادة الحملة الصليبية و ينتمي ترسيس صاحب نمرون الى اقدم و أعظم بيت في كيليكيا بعد أسرة الثالثة البخارطة ان يعد الابن الثاني لا وشين الثاني صاحب نمرون .
ولد سمباط - و هو الاسم الأصلي لترسيس - عام 1153م ، و كان رضيعا عند ما تعهد والداه هبته لخدمة الكنيسة ، و قد عايش نرسيس صاحب ثمرون أحداث النصف الثاني من القرن الثاني عشر الميلادي، وعاصر الأحداث الكبرى التي عرفتها الامارات الفرنجية في الشام الصليبي ، و هو صغير اسمع عن حملات عموري ملك بيت المقدس على مصر، كما تابع أخبار و توسعات صلاح الدين الأيو يو بي وفتحه لبيت المقدس والقسم الأكبر من بلاد الشام.
وتمیزت كتاباته :- 1'extrait de son ouvrage intitulé: Reflexions sur les institutions de l'église et explication du mystère de la menne, Rec-Hist-crois, Doo-Arm, TI, PP 557576. بصدق وصفه الحقيقة المجتمع الأرميني و هذا عائد لنشأته الدينية ، وكان نرسیس صاحب نمر و ن من الذين شاركوا في السفارة الى جانب جريجو ار دفا GRECO IRE DGHA ، الذي ذهبت لاستقبال الملك فرد ريك بربر و سا .
و تعد رسالة ترسيس صاحب نمر ون الى الملك الأرميني ليون الثاني : Rec-Hist-Crois, Doo-Arm, TI, PP 579604. 2º Lettre adressée au roi Leon II: من المصاد والهامة التي توضح النزاع المذهبي الذي كان قائما بمملكة أرمينيا الصغرى ، اذا نقسم المجتمع الأرميني الى حزبين : حزب مؤيد للاتين والتعديلات التي اقترحتها كنيسة رو ماعلى كنيسة أرمينيا الصغرى ، و الحزب الوطني المعارض لا ي تعديلات أو اصلاحات لاتينية أو بيزنطية . و يتبين من خلال هذه الرسالة أن نرسيس صاحب نمرو ن كان مؤيد اللحزب الأول ، اذ كان من أكبر المساهمين الأرمن و بالطرق السلمية لاحداث هذه الثورة في عادات المجتمع الأرميني و نجاح سياسة المليك ليون في تحسين و توسیع علاقاته مع اللاتين .
الرابط
اضغط هنا
0 التعليقات :
إرسال تعليق