للتحميل PDF | خانية القرم منذ بداية الحكم العثماني حتى قبيل الاحتلال الروسي .. دراسة تاريخية حضارية
المؤلف : سمية بنت محمد بن بكر حمودة ، إشراف أ.د أميرة بنت علي وصفي مداح
رسالة دكتوراه ، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ، جامعة أم القرى 2014
عدد الصفحات : 446
نبذة عن الرسالة :
المقدمة : وتتضمن أسباب اختيار الموضوع ، وأهميته ، ونقد لأهم المصادر المعتمد عليها . التمهيد : وهو عبارة عن لمحة تعريفية موجزة عن التتار ودخولهم في الإسلام ، وتفكك خانية الألتن اوردا ، ونشأة خانية القرم .
الفصل الأول : وهو بعنوان : " الحكم العثماني الخانية القرم " ويوضح أحداث دخول القرم تحت الحماية العثمانية ، وتأثير ذلك على السياسة العثمانية تجاه دول المنطقة.
الفصل الثاني : وهو بعنوان : " جهود" موسكو للهيمنة على الخانيات التركية في حوض الفولجا والقوقاز " وفيه توضيح الجوانب مهمة في العلاقات العثمانية الروسية .
الفصل الثالث : وهو بعنوان : " تدهور الأوضاع السياسية في خانية القرم في أواخر القرن ۱۱هـ الموافق للقرن ۱۷م وأثر ذلك على علاقاتها مع دول الجوار " وتتضمن مباحثه مظاهر ومؤشرات الضعف في عهد كل خان ، وكذلك التصدي العثماني القرمي لهجمات الحلف المقدس .
الفصل الرابع : و هو بعنوان : " أهم المظاهر الحضارية في خانية القرم " وهو النظم الإدارية والحياة الاجتماعية والعلمية ، والأوضاع الاقتصادية .
الخاتمة : وبما أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ومنها : أن خانية القرم قد أدت دوراً مهما في حفظ توازن القوى في منطقة شمال البحر الأسود ، كما أنها كانت الدرع الحصينة لحماية الحدود الشمالية للدولة العثمانية ، وأن دولة التتار ليست قاعدة عسكرية فحسب ؛ بل إنها إحدى مراكز الحضارة الإسلامية كذلك . والله المو الموفق ،،
Introduction:
Includes the reasons of selecting the subject, its importance, Criticism of the resources. Preface: A historical note about tatar and their believing and converting in Islam, releasing the Altun - Orda stage and bringing up to Crimea state.
The first Chapter: By the title "The Ottoman Rule of El-Qurm", shows how Cirmea enters under the Ottoman protection, and its influence of the Ottoman policy towards the nations in the Region.
The Second Chapter: By the Title "Mosco efforts for mastering the Turkish states in fulga and Kukaz. Also pointing out important sides in the Ottoman - Russian relationships.
The Third Chapter: By the Title "Crimea had worse political affairs in the late of eleventh Hegra Century (16-17) AD Century, and its influence on the relationship with the neighboring hood nations". It includes the features and indicators of weakness in each state period, also the Ottoman Crimea defense against the Holy-Corporation attacks.
The Fourth, Chapter: Third Chapter: By the Title "The Civilization features in Cirmea State" the administration systems, the social and scientific life, the economic conditions.
Conclusion: Includes the results of the study as: The Crimea State played an important role in keeping the balance of the powers in the northern reign of the Black sea, also it was the strong defense border of the northern Ottoman borders. The Tatar State was not a mere armed base but also it was one of the Islamic Civilization centers.
May Allah bless our work
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أحمد الأمين ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. وبعد ...
فيفضل من الله عز وجل ، أكملت مرحلة الماجستير في التاريخ العثماني ، ولقد ظل تاريخ هذه الدولة يشكل جزءاً كبيراً من اهتمامي ويكاد يسيطر على توجهي . ولذلك فقد قررت أن تكون دراستي لنيل درجة الدكتوراه في الوجهة ذاتها، ولقد لاحظت أثناء كتابتي الرسالة الماجستير أن هناك مناطق تعد جزءا مهما من الدولة العثمانية ، وأن الكيانات القائمة في هذه المناطق لها تأثير واضح على سير الأحداث في الدولة. وتعد حانية القرم إحدى هذه الكيانات المهمة إن لم تكن أهمها.
وبناء على ما سبق جاء اختياري لموضوع هذه الدراسة، التي أعددتها لتكون مكملة للدراسة السابقة و لنيل درجة الدكتوراه - بإذن الله - في التاريخ الحديث. علي بموافقة سعادة أ.د/ أميرة بنت علي مداح على الاستمرار في حتى حصلت إرشادها وإشرافها على دراستي في هذه المرحلة ، بعد أن أخذت بيدي سابقاً . على درجة الماجيستير . ولا أعلم طريقاً للوفاء بهذا الجميل إلا الدعاء لها. الكيانات المهمة إن لم تكن أهمها. وبعد استشارة سعادة المرشدة الأكاديمية وموافقتها على موضوع الرسالة ، واستعراض ما كتب حوله ، قامت الباحثة بتحديد إطار زمني للدراسة يمتد من القرن العاشر الهجري الموافق للقرن السادس عشر الميلادي) إلى نهاية القرن الحادي عشر الهجري الموافق للقرن السابع عشر الميلادي وهذه الفترة تعد من أهم الفترات في تاريخ الدولة العثمانية والكيانات التابعة لها ، وذلك لأن الجزء الأول منها يمثل أوج القوة والازدهار بينما يمثل الجزء الثاني مرحلة التوقف ، وهي مرحلة انتقالية بين القوة والضعف . ومن جانب آخر تم تحديد الإطار المكاني للدراسة بخانية القرم ؛ وذلك لما تنطوي عليه هذه المنطقة من أهمية استراتيجية بحكم موقعها الحيوي الذي يربط بين القارتين الآسيوية والأوربية. لقد حظي التاريخ العثماني بنصيب وافر من الدراسات العربية ، التي تناولت العلاقات العثمانية الأوربية باعتبار أنها تشكل جزءاً مهماً . ضمن حلقات الصراع الإسلامي النصراني.
ولدى تصفح الباحثة لما وقع تحت يديها من هذه الدراسات ، وجدت أنها تسلط الضوء إما على مرحلة التقدم العثماني في أوروبا ، أو على مرحلة التراجع العثماني أمام القوى الأوروبية ، أما مدة التعايش فلم تلق الاهتمام الكافي من الباحثين. ومن ناحية أخرى لاحظت الباحثة أن أغلب هذه الدراسات قد أعطى العلاقات العثمانية مع دول الغرب الأوروبي حيزاً كبيراً ، باعتبار أن هذا الصراع كان له أثر كبير في توجيه السياسة العالمية آنذاك. والجدير بالذكر أن التاريخ العثماني يضم بين حوادثه جوانب لا تقل أهمية عما ذكر، إلا أنها لم تنل اهتمام الباحثين . منها تلك المتعلقة بما يطلق عليه " العلاقات الإسلامية الإسلامية والعلاقات الإسلامية الأوربية " من هنا تبرز أهمية موضوع هذه الدراسة الموسومة بـ ( خانية القرم منذ بداية الحكم العثماني حتى قبيل الاحتلال الروسي دراسة تاريخية حضارية ) .
إن الحقبة التي تتناولها هذه الدراسة تمثل حقبة ازدهار واستقرار في منطقة القرم ، ة عرف بها التاريخ العثماني في هذا الدور من أدواره ، و لقد حاولت الباحثة باختيارها هذه المرحلة الخروج عما اعتادته الدراسات التي اقترن فيها ذكر القرم بذكر حربها الي استعرت في القرن (۱۳هـ / ۱۹م) إلى التركيز والاهتمام بمرحلة التأسيس والاستقرار ، ودراسة الجوانب الحضارية ، واستعراض أهم المدن كالعاصمة باغجة سراي وآق مسجد ، وكذلك أهم الموانئ فيها ، وهي مدن ازدهرت في ذلك العهد وكان لها رونق وطابع إسلامي مميز. ومع ذلك فقد غابت عين معظم الكتابات والدراسات العربية ، ولعل التعرض لها قد يثري هذه الدراسة و يضفي عليها قيمة علمية.
أما عن الإطار المكاني لموضوع الدراسة فهو يمتد ليشمل منطقة البحر الأسود أجزاء " من اوكرانيا وبودوليا ، وأجزاء واسعة من إقليم القوقاز ؛ ولهذا فقد كان عنوان الرسالة (خانية القرم فهو أوسع وأشمل من مصطلح شبه جزيرة القرم الذي يقتصر على ذلك الحيز الضيق ، كما أنه أكثر دلالة على الوضع السياسي والإداري للمنطقة كإحدى المناطق التابعة للدولة العثمانية.
وتعتمد هذه الدراسة على أربعة محاور : الأول : التنافس بين قوى إسلامية للسيطرة على منطقة الفولجا . وهذه القوى تتمثل في ورثة القبيلة الذهبية وهو تنافس امتد من القرن ٨-١٠هـ /١٤-١٦م ، ودور القوى الأوربية ( روسيا ، وبولندا لتوانيا ) في إذكاء هذا النزاع . الثاني : الدور الاستراتيجي الذي أدته خانية القرم في العلاقات القائمة بين دول المنطقة ، وخاصة بين الدولة العثمانية وموسكو وبولندا، فضلاً عن دورها كهمزة وصل بين شعوب القوقاز والدولة العثمانية. الثالث : التنافس بين قوى إسلامية متمثلة في الدولة العثمانية وبين قوى نصرانية متمثلة في روسيا ؛ بهدف بسط السيادة على منطقة الفولجا . وينقسم هذا المحور إلى قسمين: حيث تدور أحداث القسم الأول حول الصراع القرمي على ميراث الألتن اوردا ، فيما تدور أحداث القسم الثاني حول الموقف العثماني من التحركات الروسية في المنطقة بعد سقوط الخانيات المسلمة تحت براثن الاحتلال الروسي.
الرابع : وهو يتعلق بمرحلة التحالف القرمي القازاقي العثماني ، وهذه المرحلة لم يكتب لها الاستمرار أمداً طويلاً ومع ذلك فقد تمخضت عنها نتائج مهمة ومؤثرة في تاريخ اوكرانيا على المدى البعيد
أما عن العلاقات العثمانية القرمية فقد استمدت أهميتها بناء على أساسين ، أولهما موقع خانية القرم في شمال البحر الأسود ، فهي تمثل الدرع الحصينة لحماية البحر الأسود من إبحار السفن الأجنبية فيه ، كما أن هذا الموقع جعل خانية القرم تدخل في تصنيف الكيانات العازلة التي أقامها العثمانيون لحماية حدودهم الشمالية.
ومن جهة أخرى يمكن القول بأن ظهور أهمية خانية القرم في القرن (٩هـ/١٥م) قد سار في خط مواز لظهور موسكو كدوقية ثم نمو قوتها ، الأمر الذي يحتم علينا دراسة العلاقات العثمانية الروسية في ظل تلك الأهمية، وذلك بهدف إبراز الدور الذي أداه الخان في التحالفات ، والتحالفات المضادة وخاصة في القرنين (١٠-١١هـ/١٦-١٧م) . أما على الصعيد الداخلي فإن التاريخ العثماني يقدم لنا أنماطاً مختلفة من النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويمثل الحكم العثماني للقرم أحد هذه الأنماط ، فقد صنفت خانية القرم ضمن المناطق التي تتمتع بالحكم الذاتي ، هذا فضلاً عن الأهمية الاجتماعية والاقتصادية التي تميزت بما في ذلك الوقت. ولقد كان لاختيار هذا الموضوع عدة أسباب منها : تغيير الصورة النمطية التي حفرت في الأذهان عن التتار ، فما أن يرد ذكر التتار حتى يتبادر إلى الذهن ما تعرض له العالم الإسلامي من تدمير وهجمات أدت إلى سقوط الخلافة العباسية سنة ٦٥٦هـ / ۱۲٥٨م ؛ اذ ينبغي الفصل بين ما فعله التتار قبل إسلامهم وما قاموا به بعد أن اهتدوا إلى الإسلام. وبعد اطلاع الباحثة على ما تيسر لها الوصول إليه من دراسات عثمانية وغيرها ، تنبهت إلى بعض الملاحظات وهي :
۱ - يتضح تأثير المنهج الاستشراقي في توجه هذه الدراسات من حيث التركيز على جزء يسير من تاريخ القرم ، وهو المتعلق بحرب القرم ، وذلك ضمن الحديث عن العلاقات العثمانية الروسية ، فهي بذلك تختزل جزءاً كبيراً من تاريخ المنطقة – وهو ما ينتهجه المستشرقون عندما يكتبون في التاريخ الإسلامي - ، فضلا عن أنها تركز على الجانب السلبي من تاريخ هذه المنطقة . ولذلك فإن هذه الدراسة تهدف إلى الكشف عن الفترة التي سبقت هذه الحرب ، والإسهام في وضع تصور متكامل عن التاريخ القرمي، كما تهدف إلى التركيز على الجوانب الإيجابية وإبرازها ، ولهذا تم اختيار فترة البحث على اعتبار أن المنطقة تمتعت بما تمتعت به مناطق الحكم العثماني الأخرى من استقرار و ازدهار
٢ - أن بعض الباحثين يتحدثون عن إهمال العثمانيين لمنطقة القرم ، إزاء تعاظم النفوذ الروسي ، وتعتبر هذه الدراسة محاولة لتغطية أحداث هذه الحقبة ، وملابساتها لبيان أوجه القصور - إن وجد - في السياسة العثمانية إزاء خانية القرم ، وأسباب هذا القصور ونتائجه ، كما أنها محاولة لتصحيح هذا الرأي السلبي ، وذلك ببيان المميزات الإيجابية للحكم العثماني ، والحماية التي تهيأت لخانية القرم بعد انضوائها تحت الحكم العثماني.
٣- الكشف عن أحد أنماط الإدارة العثمانية للمناطق ثنائية السلطة ، فكانت خانية القرم تتمتع بحكم ذاتي ، بل إنها منحت الحق في التعامل مع دول المنطقة وتمثيل الدولة العثمانية لديها.
٤ - إعطاء هذه المنطقة ولو الجزء اليسير من حقها في الدراسة ، خاصة أنها من المناطق الاستراتيجية المهمة، فقد كانت ولا تزال إحدى مناطق الجذب من مختلف النواحي ، ومما يؤسف له أنها فقدت هويتها الإسلامية بعد خضوعها للحكم الروسي ، إذ غيرت مسميات المدن والأقاليم إلى مسميات روسية ؛ بل إنه يصعب العثور على خرائط دقيقة للقرم ؛ إذ أدمجت ضمن خريطة جمهورية أوكرانيا التي تخضع لها أثناء إعداد هذه الدراسة. تحت مسمى جمهورية القرم ، كما أن التتار الذين كانوا العنصر السائد تحولوا إلى أقلية ، ولعل هذه الدراسة تعطينا تصوراً واضحا عن الامتداد الجغرافي للقرم الإسلامية ، وكذلك عن المسميات الإسلامية للمدن
ه - وكذلك تأتي هذ الدراسة إسهاماً علمياً لتقوية الصلات بين الشعوب المسلمة خاصة تلك الشعوب المنسية ، فقد قدم تتار القرم للعالم الإسلامي الكثير ، سواء في التصدي للتحركات الروسية التي استهدفت منطقة الفولجا ، أو في التصدي لتحركات الصفويين نحو القوقاز، وأرى أنه من الواجب التعريف بهذا الدور الجليل ، خاصة أن الشعب التتري كان ولا زال يجاهد من أجل الحفاظ على هويته الإسلامية التي تتعرض للإذابة والضياع بعد خضوعه للسيطرة الروسية ، ثم الأوكرانية. وحسب معلوماتي المتواضعة فإن هذا الموضوع يعد من الموضوعات التي لم يتم التطرق لها في الدراسات العربية ، وإنني آمل أن تكون هذه الدراسة من الإسهامات العلمية المفيدة. وكغيرها من الجهود البحثية لم تخل هذه الدراسة من صعوبات ، يرجع بعضها إلى طبيعة الموضوع ، أو إلى المادة العلمية .
١ - ومما أعترف به أن هناك أحداثاً وموضوعات اضطررت إلى الكتابة عنها بالتفصيل ، وذلك لاتصالها الشديد بهذه الرسالة بل إنها تعتبر من الموضوعات الرئيسة ، ولأنني لم أكن على اطلاع مسبق عليها فقد كان علي جمع المعلومات والقراءة فيها بتعمق، وهو ما استغرق مني وقتاً طويلاً.
٢- النقد للموجه لفترة البحث وذلك لأنها لا تغطي فترة حرب القرم ، وللعلم فإنني عمدت إلى اختيار فترة زمنية تعتبر مغمورة اذا ما قورنت بما سبقها وبما جاء بعدها.
٣- قلة المادة العلمية المتعلقة ببعض الموضوعات ، خاصة تلك التي تتحدث عن الجوانب الحضارية ؛ وذلك لأن للمصادر التاريخية تركز في الغالب على الدور العسكري الذي أنيط بخانية القرم. مسمى
٤ - العائق اللغوي : وكان في تصوري أن مراكز الترجمة ستكفيني مؤونة التغلب على هذا العائق ، لكن أسماء الأعلام والمدن وقفت أمام العارفين باللغة ، وذلك بسبب الخلط الواقع في بعض المصادر بين هذه الأسماء ، وكذلك اختلاف المناطق وفقاً لاختلاف المصادر وبتغير من حكمها ، وهو ما يؤدي إلى تعريفها تعريفاً خاطئاً : وكذلك الأمر في تعريف الأعلام ، فعلى سبيل المثال استغرق الوصول إلى التعريف الصحيح بالقازاق قتاً طويلاً ، وكذلك تسمي بعض المصادر العثمانية (خلمنتسكي) مالصيقا ، في حين تسمي هانتكو هتمان (القازاق بباشق بك ، أما مملكة بولندا فترد في رسائل الخانات باسم مملكة ابلاغ أو مملكة الأهوشت ، ولذلك اضطررت إلى الاستعانة بالمواقع الإلكترونية وترجمتها
٥ . الصعوبة تحديد حدث معين كنقطة ارتكاز أو محور رئيس للبحث ، وذلك لكثرة الأحداث المهمة .
٦ - كثرة الأحداث وتشعبها فكان على الباحثة اختصار بعضها حفاظاً على التوازن بين فصول الرسالة.
٧- قلة ما يخدم موضوع الرسالة من المصادر العربية وهو ما جعلني أعتمد على : . المصادر والمراجع المكتوبة بغير العربية من مصادر ومراجع مكتوبة باللغة العثمانية ، وكان اختلاف وجهات النظر بين مؤرخي القرم والمؤرخين العثمانيين حول بعض الأحداث والشخصيات باعثا على الحيرة بين تحامل أولئك ودفاع هؤلاء. .
ما كتبه المستشرقون ، وقد دفعني الحذر إلى استبعاد بعض ما كتب ؛ لانعدام ما يثبت صحته من القرائن.
٨. - إن أكثر المراجع تتناول خانية القرم كمؤثر خارجي لدول المنطقة فيما كنت أبحث عن ما يتناول القرم كخانية ، لها حكمها وتأثرها بالأوضاع الخارجية وكذلك فإن كثيراً من المصادر والمراجع تحصر تاريخ المنطقة في تاريخ قازان واستراخان ، متجاهلة خانية القرم. وكانت المعوقات المذكورة سببا في اعتماد الباحثة على المواقع الإلكترونية ؛ إما لتغطية ما نقص من معلومات أو للتأكد من صحتها أو للتعريف ببعض المدن والشخصيات.
٩- ضآلة المحتوى الإلكتروني العربي المتعلق بموضوع البحث اذا قورن بما تحتويه المواقع العلمية غير العربية ( خاصة الأوربية ) ، وهو ما كشف عن قصور واضح في المحتوى العربي.
۱۰- صعوبة الحصول على خرائط دقيقة تتعلق بالمنطقة في فترة البحث ، لأن معظم الأطالس تركز على تاريخ المنطقة في العهد الشيوعي وما بعده.
١١ - لم تجد الباحثة قنوات رسمية للتواصل مع مؤرخين متخصصين في جمهورية القرم ، أو القائمين على الأوقاف . تواصلت مع قنصلية المملكة العربية السعودية بغية الحصول على عناوين مؤسسات أو جهات علمية ، وتمت إحالتي إلى موقع الرائد الإلكتروني وقد سبق لي مراسلة الموقع ولكن دون جدوى ، وبعد أربع سنوات يسر الله لي التواصل مع د/ أمين القاسم وهو طبيب عربي مهتم بالتاريخ ومقيم في جمهورية القرم ، وقد عرض خدماته على مشكوراً وتحمل عناء تحميل أكثر من خمسمائة صفحة عن طريق الماسح الضوئي وإرسالها إلى فجزاها الله خير الجزاء.
كما تحدثت الباحثة سعادة الدكتور / علي آق ، في الجمهورية التركية ، وقد تكلف سعادة الدكتور / محمد حرب عناء ترجمة المحادثات بيننا ، وبذلك حصلت الباحثة على سبعين بالمئة من مصادر الدراسة ، فلهما مني كل شكر وامتنان.
منهج الدراسة : تعتمد الدراسة على المنهج التاريخي الاستردادي القائم على جمع كل ما يتعلق بتاريخ خانية القرم في فترة الدراسة ، من حقائق تاريخية ، وتقصي الجذور التاريخية لنشأة خانية القرم ، واستقراء المعطيات المتاحة لتغطية جوانب الموضوع من كافة الصعد ، والاعتماد على ما توافر من مصادر ومراجع ودوريات ، وكتابات مستشرقين ومؤرخين أتراك والمقارنة بين آرائهم ونقدها وترجيح الصائب منها ، واستخلاص ما يثري البحث منها تحليلاً وتعليلاً وإعادة صياغتها في قالب موضوعي ، والبعد - قدر المستطاع - عن السرد التقليدي ، وذلك بهدف التوصل إلى الجديد من النتائج المستندة إلى الحقائق التاريخية . المصادر التي اعتمدت عليها الدراسة : توصلت الباحثة إلى عدد لا بأس به من المصادر والمراجع ، البعض منها عربي والبعض الآخر مترجم إما عن التركية أو العثمانية أو الفرنسية أو الإنجليزية أو الروسية ومنها على سبيل المثال : ١- تلفيق الأخبار وتلقيح الآثار في وقائع قزان وبلغار وملوك التتار : وهو من تصنيف الرحالة الشيخ محمد مراد رمزي (الملكي) القازاني ، توفي ١٩٣٥م في تركستان الشرقية ويعد من أغنى المصادر بالأحداث المتعلقة بتاريخ المنطقة ، مقارنة بالمصادر العربية ، ولعله أولها ، ويتناول المصنف تاريخ الترك والتتار قبل الإسلام حتى العهد الحديث ، وقد اعتمد المؤلف على الأسلوب القديم في الكتابة ، فهو يذكرنا بالمؤرخ جودت في تاريخه ، فتحد المصطلحات التركية والفارسية ، وكذلك الأشعار التركية قد أخذت حيزاً في كتابه
ورغم ما يؤخذ عليه من الإطناب ، إلا أنه سد فراغاً كبيراً وكشف الكثير من الجوانب غير المعروفة حول تاريخ التتار والقازاق والروس ، وكان لمحقق الكتاب إبراهيم شمس الدين دور بارز في تقسيمه إلى مقاصد ، والتعريف بالأعلام وترجمة بعض المصطلحات غير العربية ، والتقديم للكتاب في إطار يربط بين الأزمة التي تعيشها المنطقة في الوقت الراهن ، وبين جذورها التاريخية مما يزيد من وعي القارئ للأحداث التي تمر بها المنطقة في وقتنا .
ورغم ما يحمله المصدر من قيمة علمية إلا أن الأحداث التي يتناولها لا تغطي المحال المكاني للدراسة بالكامل ، وذلك لتركيزه على منطقة قازان أكثر من القرم ، ومع ذلك فإن الباحثة قد أفادت من هذا المصنف في التوصل إلى القراءة الصحيحة لبعض الأحداث، خاصة تلك المتعلقة بنشأة الخانيات ، وسقوط قازان ، وكذلك في فهم الصراعات بين ورثة القبيلة الذهبية ، وطبيعة التحالفات بين دول المنطقة. والأهم من ذلك أن رأي المؤلف وتفسيره لقلة التصنيف في تاريخ تتار الشمال يتفق مع ما تراه الباحثة من أسباب اختيار موضوع الدراسة . ولأهمية هذا الكتاب فإنه لا غنى عنه للباحثين في تاريخ منطقة الفولجا .
۲ - روضة الحسين في خلاصة أخبار الخافقين (المعروف بتاريخ نعيما للمؤرخ مصطفى نعيما الحلبي ثم الرومي ، وقد شغل مؤلف الكتاب عدة مناصب في الدولة منها رئيس التشريفات ومؤرخ السلطنة (توفي عام ١١٢٨هـ / ١٧١٦م) والكتاب المشار اليهمن المصادر المهمة - ألف بين عامي ۱۰۰۰-۱۰۷۰هـ /١٥٩١ - ١٦٥٩م - وذلك لكتابته للأحداث بالتفصيل ، فضلاً عن كونه أحد شهود العيان لهذه الأحداث ، وقد أفادت الدراسة من تغطيته لأحداث المعارك التي في ستة مجلدات - ، شارك فيها الخانات في الجبهة الغربية ..
٣- سياحتنامه الرحلة التي ألفها الرحالة أوليا جلبي (توفي عام ١٠٩٤هـ /١٦٨٢م) ، ولقد عاصر اوليا جلبي أحداث عهد كل من بمادر كراي ومحمد كراي الرابع ومن خلال ما كتبه عن أحداث قلعة الآزاق ، فإنه ينقل إلينا وجهة نظر العثمانيين
وتقييمهم لجهود الخانات في تحرير القلعة ، كما أنه لازم محمد كراي الرابع في منفاه، ولذلك فقد أفادت الدراسة مما أورده المؤلف حول احتلال القازاق لقلعة الآزاق ونقدت الباحثة رأي جلبي واتهامه الجانب القرمي بإهمال أمر القلعة ، كما أفادت الدراسة من وصفه لبعض المظاهر العمرانية التي نقلها عندما زار خانية القرم. ٤ - عمدة التواريخ، وهو من تصنيف المؤرخ عبد الغفار القريمي . وتكمن أهميته في انتماء مصنفه للقرم ، وقد التزم المؤرخ الاختصار والفائدة ، وهو ما يسهل على الباحث الوصول إلى غايته ، وقد أفاد البحث من هذا المصدر فيما يتعلق بسيرة بعض الخانات . وكذلك اعتمدت الدراسة على أبحاث المؤرخ يوجل اوزتورك (جامعة سقاريا) وأفادت منها كثيراً ، وخاصة من نقد الباحث للمصادر وتحليله للأحدث المتعلقة بدخول القرم تحت الحماية العثمانية واتفاقية كفه والعلاقات بين القرم والقازاق. ومن أمثلة هذه الأبحاث :
١ - كفه تحت الحكم العثماني .
٢ - الأتراك (القسم المخصص لتاريخ خانية القرم) .
٣- التعاون بين القازاق وخانات القرم في النصف الأول من القرن السابع عشر .
٤- سياسة الدولة العثمانية المتعلقة بروسيا وعلاقات تركيا بموسكو في القرنين (١٦ و ۱۷م) .
وكذلك أفادت الدراسة من مجموعة أبحاث ومؤلفات المستشرقين ، منها
تتار القرم من تأليف آلان فيشر
مختصر تاريخ القرم لبروكهارت .
السياسة الملكية العثمانية في البحر الأسود. لكورتيبيتر
الخان غازي كراي الثاني والسياسة العثمانية في شرق أوروبا والقوقاز لكورتيبيتر
ه - الإمبراطورية العثمانية وأزمة الخلافة في خانية القرم لشانتال وبينجسين
٦- سلطان البرين للمستشرق الروسي اليكسي حيفارونسكي ، وهو من المراجع التي أفادت الباحثة في الإطلاع على بعض دقائق الأحداث ، وقد وجدت بين ثناياه تحليلا أكثر عقلانية وأقل تهجما مما لدى غيره من المستشرقين ، بل ومن بعض المؤرخين العثمانيين.
هذا فضلاً عن الأبحاث التي قدمت لمؤتمر التركيات الدولي الثاني المنعقد في القرم ، عام ٢٠٠٨م ، وكذلك الموسوعات ، والرسائل العلمية ، والدوريات والوثائق المكتوبة باللغة العثمانية ، والمراجع العربية التي أثرت هذه الدراسة وزادت من قيمتها العلمية .
وبعد الإطلاع على المادة العلمية وترتيبها ، وبمتابعة من سعادة المشرفة الأكاديمية ، بدأت بالكتابة وفقاً للخطة الموضوعة التي تمت الموافقة عليها من مجلس الكلية . ولقد
اقتضت طبيعة المادة العلمية إجراء تعديل غير جوهري في ترتيب الخطة ، وذلك بموافقة المشرفة . وتشتمل الرسالة على المقدمة والتمهيد وأربعة فصول : ويتضمن التمهيد تعريفاً بالإطارين الزمني والمكاني لخانية القرم ، ونبذة عن التتار منذ وفاة جنكيز خان ، ثم إسلامهم حتى تفكك خانية الألتن اوردا ، وتأسيس خانية القرم على يد حاجي كراي الأول في القرن ٩هـ/١٥م . أما الفصل الأول فهو بعنوان : الحكم العثماني للقرم ، ويتكون من مبحثين ، يتحدث الأول منهما عن دخول القرم تحت حكم العثمانيين في عهد السلطان محمد الفاتح ، وملابسات هذا الحدث والنتائج المترتبة عليه بالنسبة للطرفين وكذلك لدول المنطقة ، وخاصة كنازة موسكو وملكية ليتوانيا بولندا .
ويتناول المبحث الثاني الأهمية الاستراتيجية لخانية القرم في توجيه سياسة العثمانيين نحو دول الشرق والغرب. ويتضمن أحداث النزاع بين خانية القرم والألتن اوردا والموقف من هذا النزاع ، والدور القرمي في الصراع العثماني الصفوي للسيطرة على القوقاز ، وكذلك الدور القرمي في التنافس العثماني البولندي للسيطرة على اوكرانيا ، ومسألة القازاق التي فرض على دول المنطقة التعامل معها ، وتبين من هذه الأحداث مدى حساسية الموقع القرمي ، وكيف تمكن العثمانيون من توظيف الجغرافيا في خدمة أهدافهم في القوقاز ، كما اتضحت أهمية خانية القرم وسعي القازاق للاستفادة من قوة القرميين في التخلص من تسلط بولندا ، ومحاولة الحصول على وضع مماثل لوضع خانية القرم في ظل الحكم العثماني العادل.
أما الفصل الثاني من هذه الدراسة فهو بعنوان جهود موسكو للهيمنة على الخانيات التركية في حوض الفولجا والقوقاز ، ويتكون من مبحثين يتناولان بدايات العلاقات التركية الروسية ، ودخول العثمانيين في النزاع الروسي القرمي على إرث الألتن اوردا ، وضم خانيتي قازان واستراخان إلى الحكم العثماني بواسطة خان القرم ، ثم الاحتلال الروسي لهاتين الخانيتين ونتائج هذا الحدث وتداعياته ، ثم الموقف العثماني والقرمي ، وحملة استراخان وفشل مشروع الدون فولجا
ويليه الفصل الثالث ، وهو بعنوان تدهور الأوضاع السياسية في خانية القرم في أواخر القرن ۱۱هـ الموافق للقرن ١٦م وأثر ذلك على علاقاتها مع دول الجوار . وينقسم إلى ثلاثة مباحث يتناول الأول منها سير خانات القرم ، وبيان مظاهر القوة ومؤشرات الضعف لعهد كل خان ، أما المبحث الثاني فهو عن الإدارة العثمانية للقرم وذلك من الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية ، وينتهي هذا الفصل بمبحث يشير إلى الدور القرمي في الأزمات التي مرت بها العلاقات العثمانية الأوربية في الربع الأخير من القرن ۱۷م، وخاصة الاستهداف الروسي لأوكرانيا ومحاولة الوصول إلى البحر الأسود ، وتراجع العثمانيين أمام الحلف المقدس ، وبيان الضغوط التي وقعت على الجيش القرمي في هذه الحقبة . وقد آثرت الباحثة أن يكون الفصل الأخير مخصصاً لإظهار الجوانب الحضارية التي تميزت بها خانية القرم في فترة الدراسة ، وتشمل نظم الحكم والإدارة ، والمدن المهمة في القسمين العثماني والقرمي ، كما تطرقت إلى التشكيلات العسكرية ، والأوضاع الاجتماعية المتعلقة بعناصر السكان وتوزيعهم ، والصلات الحضارية بين القرميين والعثمانيين ، وكذلك الأهمية الاقتصادية لخانية القرم كوسيط تجاري بين الدولة العثمانية ودول المنطقة، فضلاً عن الحرف و الأنشطة الاقتصادية . واختتمت الدراسة بأهم النتائج التي توصلت إليها ، وأتبعتها بملاحق تحتوي على بعض الرسائل التي كتبها خانات القرم ، وكذلك خرائط وصور لتوضيح المواقع المهمة ، ثم ألحقت بها فهرساً للمصادر والمراجع التي استندت إليها الدراسة.
وإنني ارجو أن ينال هذا العمل المتواضع التوفيق من الله عز وجل في تجاوز حدود الزمان والمكان ؛ لتقوية الصلات بين هذا الشعب وغيره من الشعوب المسلمة ، كما أرجو أن تكون الدراسة قد وفقت في تحقيق أهدافها ، وأن يسهم اختيار هذا الموضوع في خدمة المكتبة الإسلامية . الحمد والشكر للمولى عز وجل ، فإنني أتوجه بالشكر والتقدير لكل من وبعد رفع ساعد وأعان على انجاز هذه الدراسة ، وأخص بالشكر والعرفان بالجميل سعادة الأستاذة الدكتورة / أميرة بنت علي وصفي مداح التي لم تدخر جهداً للخروج بهذا العمل على الوجه
الأفضل ، فكانت المشرفة والأم والموجهة ، فأشكر لها صبرها ، وأشكر لها عظيم دعمها ، وجزاها الله عني كل خير ..
وبكل حب أرفع الشكر والدعاء لوالدتي الحبيبة التي انتظرت هذا اليوم ، وكانت دعواتها تكللني وتيسر ما تعسر علي . أسأل الله أن يرزقني برها وأن يجعلني سبباً لسعادتها ... كما أتوجه بالشكر الجزيل لكل من ساندني في جامعة أم القرى المباء بسعادة عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية فضيلة الشيخ الدكتور / غازي بن مرشد العتيبي ، وأخص بالشكر سعادة الدكتور / عبدالله بن حسين الشريف رئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية سابقاً ، على دعمه ومساندته في بداية دراستي ، وكذلك سعادة الدكتور / خالد الغيث رئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية ، ولا أنسى أن أتقدم بشكري للأخت العزيزة الأستاذة روضة عطوه سكرتيرة قسم التاريخ - وفقها الله - التي صاغت الإطار الفني لهذا العمل . وكذلك أشكر كلاً سعادة الدكتور / أمين القاسم ، وسعادة الأستاذ الدكتور / محمد حرب ، وسعادة الدكتور علي آق ، على تقديمهم المادة العلمية التي اعتمدت من عليها هذه الدراسة.
وأرفع خالص الشكر والتقدير إلى سعادة الأستاذين الفاضلين عضوي لجنة المناقشة، سعادة الأستاذ الدكتور / يوسف بن علي الثقفي ، وسعادة الأستاذ الدكتور / سهيل صابان اللذين تفضلا بقبول فحص هذه الدراسة وإبداء رأييهما وتوجيههما فلهما خالص الشكر والتقدير والحمد لله أولاً وأخيرا ، ، ،
الرابط
اضغط هنا
0 التعليقات :
إرسال تعليق