للتحميل PDF | الأوضاع السياسية في إمارة كييف الروسية (228-638هـ / 842-1240م)
الباحث : سلطان خليل عجاج النعيمي
رسالة ماجستير في التاريخ الإسلامي جامعة الموصل ٢٠٢٠
إشراف العالم الجليل أ.د.فتحي سالم الساير اللهيبي
نبذة عن الرسالة
الملخص | تختص هذه الدراسة بتناول حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الشعوب السلافية (الروس)، التي تمثلت بقيام إمارة كييف الروسية، التي لايزال الغموض يحيط بتاريخها، بسبب قلة المصادر التاريخية المتخصصة وندرتها نوعاً ما، باستثناء النصوص التاريخية التي أوردتها المصادر العربية الاسلامية، وكتب الرحالة والجغرافيون العرب، وذلك نتيجة لارتباطها بالأوضاع السياسية والاقتصادية للأقاليم التابعة للخلافة العباسية في بلاد القوقاز والبلغار، فضلاً عن ما أوردته المصادر الاجنبية المعربة وغير المعربة من معلومات متناثرة عن تلك الإمارة، وهذا يعد قليلاً إذ ما قورن بما أوردته المصادر المختصة في دراسة تاريخ الروس وأوضاعهم والمناطق التي تحيط بهم، وما أدته من دور سياسي خلال حقبة العصور الوسطى، ويرجع ذلك كله الى عزوف أغلب الباحثين عن دراسة تاريخ هذه المنطقة، واهتمامهم بدراسة شعوب ومناطق معينة اسهبت المصادر والمراجع في تنال تاريخها، لاسيما التي تقع ضمن نطاق الخلافة السياسية، في الوقت الذي يحتاج فيه تاريخ الروس الى دراسة اكاديمية وافية ومفصلة، لأنها تعد حلقة مهمة من حلقات تاريخ المناطق الواقعة على الجهة الغربية والشمالية الغربية للأقاليم التابعة للخلافة العباسية، من حيث أهميتها وتأثيرها على الشعوب الأخرى.
ونتيجة للأسباب التي أشرنا لها آنفاً، ومن أجل الوقوف على الدور الذي أدته تلك الإمارة على ساحة الاحداث السياسية، فضلاً عن عدم وجود دراسة أكاديمية متكاملة عن إمارة كيف تعتمد على الأسلوب العلمي، من خلال مناقشة الآراء وتحليل النصوص التاريخية للوصول الى الحقيقة، لذا كان من الضروري أن نتخصص بهذا الجانب ونقدم دراسة تاريخية توضح علاقة هذه الامارة بالأمم التي تحيط بها، منذ نشأتها في القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، وحتى انهيارها على يد المغول في القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي.
وقد تم بناء خطة هذه الدراسة وفق منهج أكاديمي قائم على الاستقراء والبحث في النصوص التاريخية ، فجاءت الدراسة على مقدمة وتمهيد واربعة فصول وخاتمة.
تضمن التمهيد اعطاء تعريف بموقع الإمارة الجغرافي وأهميته، وطوبوغرافيتها وأهم الأنهار التي تمر بها والبحار التي تحيطها، وطبيعة سطحها من تضاريس، فضلاً عن التطرق لبداية نشأت المدن والإمارات الروسية التي ارتبطت معها بنظام اداري موحد، كما تم الوقوف على اصل الروس وأصنافهم، وطبيعة حياتهم، وتسميتهم، وانتمائهم العرقي، وظهورهم على مسرح الأحداث التاريخية والموطن الذي استقروا فيه.
أما الفصل الأول فقد تناول الأوضاع السياسية في الأراضي الروسية قبيل نشأة الامارة والمراحل التي مرت بها، وأدت الى اعلان قيامها، والتعرف على أهم القوى التي عاصرتها في القرنين الثالث والرابع الهجري/ التاسع والعاشر الميلادي، والتغيرات التي رافقتها على الخارطة السياسية، كما تمت الاشارة الى ما وصلت اليه الإمارة من قوة وازدهار على مختلف الاصعدة، وتدهور أوضاعها الداخلية فيما بعد إثر قيام الحروب الأهلية، والتغيرات التي طرأت عليها، بدخول الديانة المسيحية.
في حين تطرق الفصل الثاني الى عرض العلاقات الخارجية لهذه الإمارة مع القوى الإسلامية، وما قام به الروس من حملات على مناطق (أبسكون، وطبرستان، وأذربيجان، وشروان، والبلغار)، والنتائج التي تمخضت عنها، وأهم الأهداف التي سعت الإمارة لتحقيقها من أجل السيطرة على طرق التجارة والقيام بعمليات النهب والسلب للأقاليم التابعة للخلافة العباسية في بلاد القوقاز، مستغلين الأوضاع الداخلية التي عانت منها الخلافة في تلك المرحلة، ودور مملكة الخزر في تلك الحملات.
وقد خصص الفصل الثالث لدراسة العلاقة بين إمارة كييف والقوى الغير إسلامية، والتي تمثلت بـ (الامبراطورية البيزنطية، ومملكة الخزر، والبجناك)، فعلاقتها مع الامبراطورية البيزنطية تمثلت بالحملات المتكررة التي قام بها أمراء كييف على القسطنطينية، وما أعقبها من اتفاقيات ومعاهدات لتسوية تلك الخلافات، أما مملكة الخزر التي شكلت عائقاً أمام تقدم الروس في الوصول الى بلاد القوقاز، وسيطرة إمارة كييف على طرق التجارة، فتراوحت علاقتها بين التحالف تارة والحرب الشاملة تارة أخرى حتى تم إزاحتها، وهذا ما تم عرضه بشكل مفصل في هذا الفصل، فضلاً عن تناول علاقتها بقبائل البجناك.
في حين انفرد الفصل الرابع بالغزو المغولي للإمارة، والوقوف على أحوال كييف قبيل الغزو، والتعرف على أهم الدوافع والعوامل الممهدة له والتي اشتملت على (العامل السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي)، وتتبع خطوط سير القوات المغولية، واعلان سيطرتها على الإمارات الروسية في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية، وما ألحقه الغزو المغولي من رعب ودمار في تلك الامارات، مبيناً أهم المراحل التي مرت بها تلك العمليات، واستإناف العمليات في الشمال والرجوع الى مركز القيادة المغولية، وفرض السيطرة على قبائل البجناك واللأن والشركس واجبارهم على الاعتراف بالسيادة المغولية، ثم التطرق الى غزو المغول للإمارة ودخولها بعد محاصرتها ، وقتل سكانها ونهب أموالها، وأخيراً الأسباب التي أدت على إنهيار الإمارة وعدم قدرتها على مقاومة الزحف المغولي.
والحقت الدراسة بخاتمة احتوت على أهم النتائج التي توصل اليها الباحث ثم مجموعة الملاحق والخرائط، وقائمة للمصادر والمراجع المستخدمة في هذه الدراسة.
وقد اعتمدت الدراسة على عديد من المصادر العربية بالدرجة الأساس، ولاسيما الجغرافية منها، كونها تعد من أهم المصادر التاريخية التي تتحدث عن تاريخ الروس ونظم حياتهم، هذا من جانب، وما تميزت به تلك المصادر من قدم ودقة في الاسناد ونقل الروايات التاريخية، مما جعلها مصدر ثقة للمعلومات التي استقيناها منها عن الروس، من جانب آخر، فضلاً عن ندرة المصادر المحلية التي اختصت في كتابة تاريخ تلك المنطقة، ولهذا تعد المصادر العربية من أهم المصادر التي يمكننا أن نستسقي معلوماتنا منها عن تاريخ الروس. كما اعتمدت الدراسة على بعض المصادر الاجنبية المعربة منها وغير المعربة والحوليات التاريخية التي كتبها الروس عن تاريخهم، فضلاً عن اعتماد الدراسة على المراجع العربية وبعض مؤلفات المستشرقين والمراجع الاجنبية المترجمة منها الى العربية أو غير المترجمة، ومواقع شبكة الاتصالات الدولية (الانترنت)، التي أسهمت في سد الثغرات وبعض النقص الحاصل في المصادر الأولية.
الرابط
اضغط هنا
0 التعليقات :
إرسال تعليق